profile

Arak | جُزاف

جُزاف 111 | غُفران

Published 11 months ago • 1 min read

مرحباً،

أرجو أنّك بخير،

هدوء الليلة غريب، لكن أعتقد أنّي ارجهنّيت بعد شهرٍ تقريباً من الجري، أرجو أن لا أنظر ورائي وأُراني أجري على السير.

قبل عام تقريباً كتبت لك دقيقة .. والآن أخبرك أنّي وجدت ثمرتها فعلاً، وتغيّرت بعض العادات أو تحسّنت أو عادت لعهدها، وبعض السيء ما زال على حلّه سيئاً، المهم أنّه لم يزدد سوءاً (كنت سأكتب: يسُوء لكن حيّرتني الهمزة مع الفعل المجزوم .. لكن لم أسمع بها، أو سمعت ونسيت، هل سمعت بها؟)، المهم في ذلك كلّه أنّي استطعت وضع يدي على أسباب بعض الجيد منها وغير الجيد، كفاية كلمة "سيء" p; ، لترجح كفّة التجاوز على كفّة التغافل.

الذي ذكرني بتلك الرسالة هو نص قرأته عن الفرق بين العفو والمغفرة وكيف كانت العرب تفهمهما سابقاً، والفارق بينهما: التجاوز، لا أذكر النص بالتفصيل وكيف فهمته العرب لكن كان فيه ذكر لـ "غفرانك" ، من معانيها "[طلب تطهير النفس]" ، فتذكرت "ربّ اغفر لقومي؛ فإنّهم لا يعلمون." لتأخذنيا لذاكرة إلى رجب 1441/فبراير 2020، حين بدأ حظر كوفيد 19.

كنتُ أكمل دورة عن بُعد حول طلبة الاحتياجات الخاصة في التعليم، كنت قد وصلتُ القسم الذي يقدم تفسيرات حول بعض السلوكيات والانفعالات وكيفية التعامل معها، أي نعم تنطوي تحت "الاحتياجات الخاصة"، وقدّم لها بأثر الضغط النفسي والانفعالات على نمو دماغ الطفل الذي سيصبح مراهقاُ فراشداً لاحقاً. كتبت لك هنا عنها.

هذه المعرفة جعلتني أراجع سلوكيات بعض الكِبار، خاصة ممن يتصّفون بتصرفات غير عقلانية أو منطقية، ثم حصل موقف مع أحد المسؤولين المُباشرين، موقف عامّ لكن أغضبني لأنه يستهلك ساعات من العمل في فترة حرجة، كنّا أساساً قد استعددنا لمثلها منذ أشهر، الهدف مختلف لكن الإعداد هو نفسه، وهو يعلم بذلك.

جزء منّي يلومه، وجزء آخر يرحمه. الفترة كانت فترة ضغط على جميع الأصعدة، وتعامل النّاس معها يختلف باختلاف المحكّات التي مرّوا بها وتعلّموا منها. كانت قد مرّت بنا فترة مُشابهة: مهام عاجلة في وقت ضيّق، وصدر منه نفس الموقف. لم أنظُر إليه بعين الرّحمة آنذاك، بل بالعَتَب، لكنّ وحين رأيت أنّ ظروفاً مشابهة تكررت وهو يكرر رد الفعل نفسه، وفهمت مردّ ذلك -طفولته-، رحِمتُه، لأنّه سيظل يدور في نفس الدائرة ما لم يُنبهه أحد أنّ هناك مثلث ومربع وفضاء فسيح وشمس مُشرقة ونسيم بارد - إلا بالرياض فترة الحرّ فالمرحوم الذي ما زال بعقله p:

ثم نظرت في حال 3 شخصيات عادية، وتتبعت -على مضض لصعوبة التتبع الدقيق- بعض جوانب من طفولتهم، العلاقة بالأم تحديداً، لأجد أن تلك المعرفة تُفسر حقاً ما آلت إليه هذه الشخصيات وتأثر دوائرها المقرّبة، لأتوقف حينها عن محاولات تفسير أفعالها وردود أفعالها، ليس من باب أنّها متباعدة عنّي، بل لأنّها أساساً تعيش صراعات داخلية لا تعلم عنها، هي التي صبغت انفعالاتها بالغضب والشَرَر، لأتخذ موقفاً أقرب للرحمة والغفران -لم أستطع تفسيره الآن- منه لموقف منطقي حازم.

طبعاً ما ينطبق على كل الشخصيات ولا هو تبرير لأي شرّ.

وأنت، ما الذي غيّرك؟ .. ممكن نستخدم هذا البادليت: أي أحد يكتب فيه، يقرؤون العالمين إجابته. فيه علامة زائد بالزاوية، تُضغط ويبدأ لك تعليق على عامود السؤال "ما الذي غيّرك؟"

جُزاف القراءة

لا أذكر الكتاب الذي قرأت فيه نص العفو والمغفرة، هل هو طبّ القلوب أو مدارج السالكين، كنت أبحث عن بعض التفسيرات فكنتُ أُراوح بينهما. أوصي بهما لأنّهما يُقدمان أجوبة لأسئلة لم تخطر لك، فتبثُّ نوراً..

قصص الغُرباء Stories by Strangers

طريقته ليست غريبة، لكن ما كتبه الغرباء أو قالوه يستحق التأمّل والأمل والاعتبار ربّما. هذه قناته ، وهذا انستغرامه.

هذا،

وفتّك بعافية

آراك

تصلك هذه الرسالة لاشتراكك ببريد جُزاف | مجازفة الكتابة أسبوعياً

.

Arak | جُزاف

Arak

أكتب لك بالرغم من جائحة كوفيد19 منذ رجب 1441 | مارس 2020 كل جمعة | (أيام الكورونا سابقاً)

Read more from Arak | جُزاف

مرحباً، أرجو أنّك بخير. رقم هذا الرسالة "113"، ولطالما كان رقم نحس في كثير من الثقافات. نحاسته أحياناً لسبب تاريخي، أو ديني أو حتى بسبب حدث مُعاصر. كأن لديهم استعداد نفسي للوم شيء = أن تُسقط عليه البلوى. بينما بحثت عن هذه الرقم، لفتني أنّه نحسٌ عند الثقافات، إنما محوري أو مهم في بعض العلوم. بحثي قاصر، لكن ما وجدته عجيب. يمكنك التعجّب مثلي لو بحثت : ) انتبهت بالأعوام الأخيرة إلى أن هناك مسافة بين علم الإنسان وما تحملُه نفسه، يظهر ذلك لي في التعامل مع ما يعتري النفس من مشاعر سِلبية بلا سبب واضح...

11 months ago • 1 min read

مرحباً، أرجو أنك بخير، وإن كنت في الرياض فأمطار الربيع تُنعشك. يُسمي أحدهم الرياض "العاصمة"، ويؤكد عليها في كل خبر عنها، هل يفهم مُتابعوه أنه لو لم يقل العاصمة لظنوه يقصد المنطقة كلها؟ لا أظن ذلك، لكن هذه الكلمة تُعبر عن شيء من نسيجه الاجتماعي وخلفيته المعرفية ورّبما عمره، أي والله لهذي الدرجة. كلمة واحدة تحكي عنك الكثير. الكلمات مجرّدة من سياقاتها في القواميس والمعاجم فقط، "دلّة / ترمس / ثلاجة " كلها أسماء للأداة التي تحفظ القهوة العربية، لكن مجرد ما ينطق بها الفرد ستُخمّن نسيجه الاجتماعي...

about 1 year ago • 1 min read

مرحباً، ارجو أنك بخير. في حوار مع صديقة رقمية، ذكرتني بمفهوم الرُّحل الرقميين Digital Nomads ، أحدهم كان يعرّف نفسه بأنه "مواطن رقمي" ، أي لا يستقر في بقعة جُغرافية وتواصله مع الآخرين عبر المنصات الرقمية، ويغلب عليه الارتحال اختياراً، وغالباً بلا سقف معيّن إذ يكون العيش في كرافانات أو بالتخييم - وهذا ما لا أفضّله طبعاً، هناك رُحّل رقميون يسافرون بالطائرات ويسكنون البيوت p: . يحضرني كارتون "أبطال الديجيتال"، وكأنّ أبطاله نحن وكم تخيلنا معهم المغامرات، قبلهم البوكيمون طبعاً، لم يكونا مجرّد...

about 1 year ago • 1 min read
Share this post