profile

Arak | جُزاف

جُزاف | 70 دقيقة

Published about 2 years ago • 1 min read

أرجو أن عينك لم تخطئني p: ، تقلصت القيود الاحترازية ضد الجائحة، وحصلت بعض التغييرات لذلك رغبت بالمجازفة بركوب الموجة وتغيير عناوين الرسائل إلى "جُزاف" والعودة للمربع الثاني، أي كتابتها أسبوعياً لتصلك صباح كل جمعة، وفي كل جُمعة سأجازف كالعادة بموضوع مختلف، فإن أعجبك كان بها، ويا حبذا يعلم العالمين بذلك وإن لم يعجبك نجرب الأسبوع الذي يليه، ما يصير أقول ألغوا الاشتراك واستريحوا مني p: #أمزح.

على أي حال، ستطول الرسائل بإذن الله، وفي كل رسالة دعوة لتجربة شيء ما، وتوصية بكتاب، حتى ولو لم تستهويك القراءة .. أقلها عندك علم بما يُمكن أن يُقرأ p: ، وجماليات أخرى مثل معرض أدب الشوارع هذا .

وبذلك أرجو أن أسمع منك كل أسبوع، أو لنقل بالشهر مرّة : )

طالما أنها كل جمعة، لماذا أكتب لك السبت؟

الإجابة: بسبب الدقيقة

دقيقة

في آخر دقيقة أمس قررت أن تكون الجُزاف كل سبت، وفي فجر السبت، آخر دقيقة قبل فتح الجهاز والكتابة، قررتُ أن تكون في وقتها المعتاد، يوم الجمعة .. لتكون عادة الكتاب لي، والقراءة لك، والتواصل طوال الأسبوع.

حين نقول لأحدهم "دقيقة بس!" فإنّا نقصد "انتظر قليلاً، أو اسمح لي ببضع دقائق" وبعضهم تطول حتى تمتد لنصف ساعة وأكثر، لذلك لا أحبها وأرجو أن لا يقولها إلا من يعنيها فعلاً، دقيقة كاملة، ستون ثانية.

سمعت قصة أحدهم أنه خُصم من مرتبه لأنّه "بصّم خروج" قبل انتهاء الدوام بدقيقة، وتأخير دقيقة يُكلفك أحياناً إمكانية ضبط الفريق لأسابيع، كما التبكير بدقيقة يجعلك في خانة غامطي الحق الخاص p: .. أعجبني ما قرأته قبل فترة من أنه من العرف في أحد المجالات أنه ينبغي الوصول لمكان الموعد المحدد، لقاء اجتماع تسليم اتصال أياً يكن، بنصف ساعة، ربما لن نفعل شيء، لكنه جزء من بناء السمعة المهنية = حرصك على عملك واهتمامك بعميلك.

على أي حال، أدركتُ أن الزمن سائل عند البعض، ليس بهذا المسمى طبعاً، حين سُئلت مرة -في الابتدائية- عن الساعة، "الساعة تسع" .. فنظرت السيدة لساعتها وقالت "بل تسع إلا خمس دقائق، لماذا تكذبين؟" لم أكذب، كنت أفعل ما يفعله الكبار: يجبرون كل نقص. ومُذّاك والثواني تشكل فارقاً معي، ولا يعني التزامي التام بها طبعاً لأني أدركت بشرية التقصير في فترة لاحقة.

بينما وجدتُ الزمن يتضاعف عند آخرين، فعُشر الثانية دقيقة كاملة، والدقائق الخمس ساعة، وهذا ثقل اللحظة في الواقع وليس حقيقتها.

ولهذه الرؤية تفسيراتها، وبها تُستشف رؤية الفريقين للعالم؛ عالمٌ سائل متداخل، وعالم مُتسارع متغيّر.

هناك رؤية ثالثة وهي لمن يرى الزمن كما هو، هو أكثر الناس اتزاناً في التخطيط والعمل والتعاملات الإنسانية، وأقلهم بين عامة الناس.

و هنا تفسير علمي مبسّط للفريقين الأولين.

أخت دقيقة عبارة "ما ياخذ منك شي" .. ما هو هذا الشيء؟ كم مدته؟ كم يستغرقني؟ وهل يتمدد أم أتقلص؟ حين يٌقال "تعليق الملابس مباشرة بعد الكي ما ياخذ شيء،" "وضع الكتاب في مكانه ما ياخذ شي" ، "أخذ حضور الشعبة ما ياخذ شي،" "نقل هذا الصندوق إلى هناك ما ياخذ شي" .. تتجمع هذه الأشياء وتردمني تحتها، مثل الكُرة المطاطية التي كنا نلعب بها، نضرب بها الجدار، تلتصق، ثم تسقط، وإن كانت ذات جودة لن تترك أثراً. فهذا "الشي" يشبه هذه الكرة، وإن كنت أعرف أنه دقيقة أو ثلاث أو خمس دقائق كأطول تقدير.

لكن حين سمعت هذا "الشي" يُحسب بستين ثانية بالضبط، تغير تطبيقه. سمعته من جدة أمريكية "إذا لم يستغرق منك الأمر ستين ثانية فافعليه" هي نفسها حين تقول أمي "ما ياخذ منك شي" .. لكن بصوت أجنبي p:

وفعلاً، أصبحت أحسب مدة كل عمل صغير، لكن مهم، وثبت بالتجربة أنه لا يستغرق أكثر من شوي، دقيقة أو ثلاث أو خمس. ما زلت أقاومه طبعاً، لكن أيضاً ما زلت أحاول اتباعه.

وهذه دعوة لك لاتباع قاعدة "الدقيقة" لمدة أسبوع.

مما لا يأخذ دقيقة: وضع الأشياء في مكانها (جهاز التحكم، الأقلام، الأوراق، الملابس، الكتب، ... ) ، تمرين التمدد للكتف واليد والرقبة، شرب الماء، الذّكر، إعداد وجبة خفيفة (دقيقة نهوضك ودقيقة دخولك المطبخ .. وهكذا) ، تسديد الفواتير (تخبرني سيدة أنها تستصعب تسديد الفواتير لذلك تتراكم وقد تعرضت عدة مرات لإنذار الفصل أو حصل فعلاً) ، ولستُ متأكدة إن كان يشمل الرد على إيميلات العمل خلال الإجازات p:

أنتظر تجربتك الدقيقة مع الدقيقة : )

أما كتاب هذه المرة، فهو مجموعة كتب لكاتبة بيلاروسية، حين كانت بيلاروسيا جزء من الاتحاد السوفيتي، كتابان ذكرتهما هنا ( ليس للحرب وجه أنثوي، وفتيان الزنك)، والثالث هنا (صلاة تشيرنبول). الكتب تُناسب ما نمرّ به مع العالم في حرب روسيا وأوكرانيا.

هذا ما جازفتُ به لهذا الأسبوع : )

Arak | جُزاف

Arak

أكتب لك بالرغم من جائحة كوفيد19 منذ رجب 1441 | مارس 2020 كل جمعة | (أيام الكورونا سابقاً)

Read more from Arak | جُزاف

مرحباً، أرجو أنّك بخير. رقم هذا الرسالة "113"، ولطالما كان رقم نحس في كثير من الثقافات. نحاسته أحياناً لسبب تاريخي، أو ديني أو حتى بسبب حدث مُعاصر. كأن لديهم استعداد نفسي للوم شيء = أن تُسقط عليه البلوى. بينما بحثت عن هذه الرقم، لفتني أنّه نحسٌ عند الثقافات، إنما محوري أو مهم في بعض العلوم. بحثي قاصر، لكن ما وجدته عجيب. يمكنك التعجّب مثلي لو بحثت : ) انتبهت بالأعوام الأخيرة إلى أن هناك مسافة بين علم الإنسان وما تحملُه نفسه، يظهر ذلك لي في التعامل مع ما يعتري النفس من مشاعر سِلبية بلا سبب واضح...

11 months ago • 1 min read

مرحباً، أرجو أنّك بخير، هدوء الليلة غريب، لكن أعتقد أنّي ارجهنّيت بعد شهرٍ تقريباً من الجري، أرجو أن لا أنظر ورائي وأُراني أجري على السير. قبل عام تقريباً كتبت لك دقيقة .. والآن أخبرك أنّي وجدت ثمرتها فعلاً، وتغيّرت بعض العادات أو تحسّنت أو عادت لعهدها، وبعض السيء ما زال على حلّه سيئاً، المهم أنّه لم يزدد سوءاً (كنت سأكتب: يسُوء لكن حيّرتني الهمزة مع الفعل المجزوم .. لكن لم أسمع بها، أو سمعت ونسيت، هل سمعت بها؟)، المهم في ذلك كلّه أنّي استطعت وضع يدي على أسباب بعض الجيد منها وغير الجيد، كفاية...

11 months ago • 1 min read

مرحباً، أرجو أنك بخير، وإن كنت في الرياض فأمطار الربيع تُنعشك. يُسمي أحدهم الرياض "العاصمة"، ويؤكد عليها في كل خبر عنها، هل يفهم مُتابعوه أنه لو لم يقل العاصمة لظنوه يقصد المنطقة كلها؟ لا أظن ذلك، لكن هذه الكلمة تُعبر عن شيء من نسيجه الاجتماعي وخلفيته المعرفية ورّبما عمره، أي والله لهذي الدرجة. كلمة واحدة تحكي عنك الكثير. الكلمات مجرّدة من سياقاتها في القواميس والمعاجم فقط، "دلّة / ترمس / ثلاجة " كلها أسماء للأداة التي تحفظ القهوة العربية، لكن مجرد ما ينطق بها الفرد ستُخمّن نسيجه الاجتماعي...

about 1 year ago • 1 min read
Share this post