أكتب لك بالرغم من جائحة كوفيد19 منذ رجب 1441 | مارس 2020 كل جمعة | (أيام الكورونا سابقاً)
جُزاف 75 | اسفهلال
حدّثتك الأسبوع الماضي عن التقليلية ووجدت بعدها بأيام معماري ينتقدها في التصميم، لعله يهمك الاطلاع على وجهة نظره. وهنا نشرتُ التدوينة الثانية لسلسلة إخلاء طرف.
مرّ عليّ مقتطف لا أذكر نصه، إنما كان معناه أنّ عالماً [ذكر المُقتبس اسمه] سُئل عن الغم الذي يأتي بلا سبب، فأجاب أنها الذنوب تذوب على الروح، فتغتم، فتُؤجر، ثم تتلاشى. رُبما كان هذا فهمه للحديث الشريف "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه" متفق عليه
مؤنسة مثل هذه اللطائف التي تتغافلنا وتمرّ كريمة.
يشبه ما علّمونا في المدارس من دعاء الاختبار "اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمر واحلل عُقدة من لساني.." لم يخطر لي حينها أن انشراح الخاطر يُطلق اللسان، وانعقاد السان بسبب ضيق الصدر، وكنتُ أظن انعقاد اللسان أنك تعرف الإجابة ولا تستطيع التعبير عنها. ظنّي غير صحيح طبعاً، وهذا دعاء موسى عليه السلام " قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30)" [طه]
مما قيل في هذا الدعاء الكريم أنّ اللسان ينعقد إذا ضاق الصدر، ومن اجتهادات المفسرين في سبب طلب توزير أخيه أن يُعينه إذا ضاق صدره وخشي بطش فرعون
"اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا" [طه]
فقد ينسى الخائف التسبيح، والتسبيح حال الخوف تذكير للنفس أن الله جلّ في علاه أكبر مما نخاف ونُحاذر، سبحانه.
أغبط موسى عليه السلام : ) فهو أبرّ أخٍ بأخيه إذ دعا ربّه ليكون نبيّاً.
على الجانب الموازي أخب كلمة اسفهلال .. وتصريفاتها "مسفهل، اسفهليت، ..."
نقول لمن يحضر مجلساً وهو مغموم فلا يتحدث ولا يتفاعل ثم انشرح "اسفهلّ!" ، فقد ضاق صدره وانعقد لسانه جرّاء ذلك. وهي أبلغ عندي من سواها؛ فكأن الصُبح طلع على وجهه، والعصافير تنشد في صدره، والفراشات تتطاير داخله، والأرض لا تسعه.
كيف تعيش الحياة؟
استفهليت حقيقة لما وجدت كتاب هذا الأسبوع يناسب مقدمة رسالتي لك، فهو كتاب " كيف تُعاش الحياة" وهنا ملخص صوتي عنه، قرأتُ مقتطفات منه وأرجو لك الاستفهلال خلال قراءته = )
ولا يفوتني أن تفوّت هذا الجمال الذي وجدته من صور مُبهجة مُلتقطة من أرجاء العالم الإسلامي ، والحساب عموماً ينطق جمالاً 3>
Arak | جُزاف
Arak
أكتب لك بالرغم من جائحة كوفيد19 منذ رجب 1441 | مارس 2020 كل جمعة | (أيام الكورونا سابقاً)
مرحباً، أرجو أنّك بخير. رقم هذا الرسالة "113"، ولطالما كان رقم نحس في كثير من الثقافات. نحاسته أحياناً لسبب تاريخي، أو ديني أو حتى بسبب حدث مُعاصر. كأن لديهم استعداد نفسي للوم شيء = أن تُسقط عليه البلوى. بينما بحثت عن هذه الرقم، لفتني أنّه نحسٌ عند الثقافات، إنما محوري أو مهم في بعض العلوم. بحثي قاصر، لكن ما وجدته عجيب. يمكنك التعجّب مثلي لو بحثت : ) انتبهت بالأعوام الأخيرة إلى أن هناك مسافة بين علم الإنسان وما تحملُه نفسه، يظهر ذلك لي في التعامل مع ما يعتري النفس من مشاعر سِلبية بلا سبب واضح...
مرحباً، أرجو أنّك بخير، هدوء الليلة غريب، لكن أعتقد أنّي ارجهنّيت بعد شهرٍ تقريباً من الجري، أرجو أن لا أنظر ورائي وأُراني أجري على السير. قبل عام تقريباً كتبت لك دقيقة .. والآن أخبرك أنّي وجدت ثمرتها فعلاً، وتغيّرت بعض العادات أو تحسّنت أو عادت لعهدها، وبعض السيء ما زال على حلّه سيئاً، المهم أنّه لم يزدد سوءاً (كنت سأكتب: يسُوء لكن حيّرتني الهمزة مع الفعل المجزوم .. لكن لم أسمع بها، أو سمعت ونسيت، هل سمعت بها؟)، المهم في ذلك كلّه أنّي استطعت وضع يدي على أسباب بعض الجيد منها وغير الجيد، كفاية...
مرحباً، أرجو أنك بخير، وإن كنت في الرياض فأمطار الربيع تُنعشك. يُسمي أحدهم الرياض "العاصمة"، ويؤكد عليها في كل خبر عنها، هل يفهم مُتابعوه أنه لو لم يقل العاصمة لظنوه يقصد المنطقة كلها؟ لا أظن ذلك، لكن هذه الكلمة تُعبر عن شيء من نسيجه الاجتماعي وخلفيته المعرفية ورّبما عمره، أي والله لهذي الدرجة. كلمة واحدة تحكي عنك الكثير. الكلمات مجرّدة من سياقاتها في القواميس والمعاجم فقط، "دلّة / ترمس / ثلاجة " كلها أسماء للأداة التي تحفظ القهوة العربية، لكن مجرد ما ينطق بها الفرد ستُخمّن نسيجه الاجتماعي...